وادي حاجر بني عمر

وادي حاجر بني عمر

09‏/12‏/2011

الشيخ نبهان بن سيف المعمري حفظه الله "بقلم أبو هلال المعمري"







الشيخ نبهان بن سيف المعمري حفظه الله     "بقلم أبو هلال المعمري"

اليوم يسكن هذا الشيخ في ودام الغاف بولاية المصنعة وهو أحد تلاميذ الإمام الرضي

التقي محمد بن عبدالله الخليلي الذي توفي عام 1955م ، والشيخ نبهان بن سيف هو

أحد أبناء وادي حاجر بني عمر قضي بالوادي طفولته وشبابه وإلى اليوم زياراته في

الأفراح والأحزان للوادي لم تنقطع ولم تأفل دروسة ومحاضراته وحكمة عن هذا

الوادي بل خص الشيخ الوادي بالكثير من الحفاوة والحب والزيارات المتكررة.

من الدروس العلمية التي حضرتها للشيخ في جامع الوادي محاضرة علمية حول

أهمية صلاة الجماعة ومما يميز الشيخ اثناء إلقائه الدروس الأستدلال بالآيات القرآنية

 وإستخدام الأمثلة العقلية للوصول إلى إقناع المستمع والشيخ بلغ في العمر عتيا

وعمره يناهز الثمانيين عاما ورغم صعوبة نطقه ولكن العزيمة الوقادة لنشر الحق

 كانت أقوى من ثقل اللسان فتراه يكلّف على نفسه ليوصّل للمستمع المعلومة النافعة

المقرونة بالدليل والبرهان.

وأخر درس حضرته له في آخر رمضان المنصرم حيث كان درسة حول زكاة عيد

الفطر وأهميتها وشروطها وكل ما يتعلق بها ، ورغم صوت الشيخ الخفيف وصعوبة

النطق ولكن تجد صوته يصل لكل أرجاء المسجد من كثرة صمت الحاضرين وإنتباههم

وتوقيرهم له وإحترام وجوده وفرحتهم بذلك اللقاء الذي من أجله يزدحم الجامع.

لا يكاد أتواجد في عزاء في الوادي أو المنطقة إلا وأجد الشيخ نبهان حاضرا ولا

يفوته زيارة المعرسين وقت العرس وأسمعه يوما يردد أمام الحاضرين في أحد

الأعراس "زيارة الأهل ومشاركتهم في أفراحهم وأتراحهم واجب علينا" بل أن الكثير

 من أبناء الوادي يعمدون إلى الشيخ لتولي إقامة شعائر تمليكهم في الأعراس والكثير

 من المفجوعين بوفاة قريب يفضّلون أن يقوم الشيخ بتغسيل ميتهم.

وبصفة عامه الشيخ نبهان شديد التواضع ترى النور يشعّ من جبهته ومحياه شديد

الجمال رغم كبر السن من كثر سجوده لله كثير النصح للناس كثير العيادة لهم في

أفراحهم وأتراحهم يطوّل الصلاة وخاصة السنن والنوافل ويفتي للناس في كل شؤون حياتهم.

شهد الشيخ أحمد الخليلي المفتي العام للسلطنة للشيخ نبهان بالعلم الغزير حيث ذكر

 أن رجلا من أهل المصنعة أستفتى الشيخ نبهان في مسألة رضاع فأفتاه الشيخ نبهان

 ولكن الرجل أراد التأكد فقصد الشيخ احمد الخليلي في مسقط فسأله الشيخ أحمد

أليس لديكم من يفتيكم هناك في المصنعة فقال الرجل لقد أستفتيت الشيخ نبهان بن

سيف المعمري فأفتاني بكذا وكذا فقال الشيخ أحمد الخليلي : لا أفتيك بغير ما أفتاك به

الشيخ نبهان.

ومن مميزات الشيخ نبهان بن سيف تسامحه مع المذاهب الإسلامية الأخرى وخاصة

السنة والشيعة بحكم تواجدهم في نفس المنطقة التي يسكن بها ومن شدة هذا الإحترام

 المتبادل بينه وبين ابناء المذاهب الإسلامية المختلفة ثبت أن مجموعة كبيرة من

أبناء الطوائف الأخرى كالشيعة والسنة يقصدون منزل الشيخ نبهان بإستمرار طلبا

للفتوى والنصح والإرشاد.

وفي نهاية هذا المقال أسأل الله العلي القدير أن يحفظ الشيخ نبهان بن سيف المعمري

 فهو آخر ما تبقى للأمة الإسلامية في عمان من رائحة الإمامة الشرعية التي بدات

في عهد الصحابة الكرام وإنتقلت من إمام إلى إمام جيل بعد جيل محافظين على

الإسلام الطاهر ونقاوته أجيال تعقب أجيال إلى آخر إمام وهو الإمام محمد بن عبدالله

الخليلي رحمه الله تعالى وما بقي من ذلك الجيل حسبما يحضرني غير الشيخ نبهان

بن سيف المعمري –حفظه الله تعالى- وحفظ الله من بقي منهم من بعد إمامة الإمام

غالب بن على الهنائي وكل من كان من أنصار إمامته وكل من كان وما زال يؤمن

بشرعية إمامته الطاهرة وكل من كان في صفّ قائد الثورة العمانية تحت راية القائد

الكبير خالد الجلنداني عام 1963م ورحم الله منهم من أستشهد ومن مات ولحقنا الله

بهم يوم القيامة في الجنان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق