وادي حاجر بني عمر

وادي حاجر بني عمر

01‏/11‏/2013

مقال عن الشيخ نبهان بين سيف المعمري بقلم الباحث مهنا السعدي

هو الشيخ العالم اللغوي الجليل نبهان بن سيف بن سالم بن سرور بن سالم بن سيف المعمري، ولد في حاجر بني عمر ولاية الرستاق في عام 1344هـ/ 1925م، يبلغ من العمر حوالي 82 سنة حفظه الله، هو من بيت علم وفضل فكان جده سالم بن سرور ممن جاهد في دولة الإمام عزان بن قيس ألبوسعيدي (ت: 1287هـ/1870م)، وتوفي أي جده في سنة 1300هـ/ 1882م، وهي نفس السنة التي توفي فيها الشيخ العلامة محمد بن سليم الغاربي؛ وكان والده معلما للقرآن في الحيلين وكذلك أخوه سليمان، وأما أخوه الأكبر حمد فكان معلما للقرآن في ودام الغاف بالمصنعة؛ توفي والده وله من العمر خمس سنوات، فانتقل إلى الحيلين مع أخيه سليمان، ودرس على يد أخيه سليمان القرآن الكريم والتلقين وجوهر النظام، عندما بلغ الثالثة والعشرين من العمر في سنة 1367هـ/1947م قصد نزوى لطلب العلم عند الإمام محمد بن عبد الله الخليلي (ت: 1373هـ/1953م) وأخذ عنه العلم، وكان يسأله عن المشكل من المسائل، وتولى العديد من الوظائف في دولة الإمام فكان جابيا للزكاة من بعض المناطق في الداخلية الشرقية والظاهرة، في نزوى بدأ بتلقي العلم في الجامع فأخذ تلقين الصبيان على يد الشيخ مرزوق بن محمد المنذري السعالي، والنحو على يد الشيخ حمود بن زاهر الكندي، والفقه والميراث على يد الشيخ سالم بن سيف ألبوسعيدي والشيخ منصور بن ناصر الفارسي والشيخ أبي الحسن سفيان بن حسن، وكان كذلك لا يفوت فرصة وجود عالم من العلماء دون أخذ شيء من العلم عنه أو سؤاله عن المشكل من المسائل، كذلك فإنه عاصر عددا من فطاحل العلماء وأخذ عنهم العلم كالشيخ محمد بن سالم الرقيشي (ت: 1387هـ/1967م) والشيخ خلفان بن جميل السيابي (ت: 1392هـ/1972م) والشيخ إبراهيم بن سعيد العبري (ت: 1395هـ/1975م)، ظل عند الإمام الخليلي حتى وفاته في يوم الاثنين 29 من شعبان سنة 1373هـ/9 من سبتمبر 1953م، وصلى مع من صلى عليه، وفي سنة 1375هـ/1955م هاجر إلى السعودية طلبا للعلم وللترحال، فنزل في الدمام عند تركي بن عبد الله العطيشاني، ثم توجه إلى الرياض للدراسة في مدرسة هناك عند الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار النجدية، وظل لمدة أربعة شهور درس خلالها الفقه من ميراث وغيره والنحو، وحصل على شهادة دراسية، ثم أقام بمكة مجاورا للحرم يتدارس العلم مع من كان برفقته، وبعد ذلك اشتغل في بعض الأعمال في سكك الحديد في منطقة الخرج شرق الرياض وظل لمدة سنة ونصف، بعدها أنشأ محلا تجاريا في الدمام، ثم انتقل إلى الخبر وكذلك أنشأ محلا هناك، وقضى بقية السنوات في السعودية في ذلك المحل وفي الأعمال التجارية، في سنة 1381هـ/1961م عاد إلى عُمان، واستقر به المقام في ودام الغاف بالمصنعة عند أخيه الأكبر حمد، وانشأ محلا تجاريا في ودام، وتزوج من عقيلة الشيخ راشد بن علي بن سالم المعمري ومع بداية النهضة في سنة 1390هـ/1971م عين مدرسا في أول مدرسة افتتحت في المصنعة، فظل مدرسا لمادة التربية الإسلامية، ولم تكن توجد مناهج دراسية معدة في ذلك الوقت فكان يعتمد على نفسه في تدريس الطلاب، ظل في مهنة التدريس لمدة 18سنة، وفي سنة 1409هـ/1989م أحيل للتقاعد، وقد عرض عليه القضاء أكثر من مرة إلا أنه رفض ذلك تورعا، وقد رزقه الله تسعة من الأولاد الذكور ورزق بطفلة إلا أنها توفيت صغيرة، لديه مكتبة عامرة في بيته، وقد برع في العديد من العلوم وتعمق في اللغة ويحفظ الكثير من كتاب الله والمتون والقصائد وأبيات الشعر، مع ذلك فإنه لم يشتغل بالتأليف، ولا يزال يعيش في ودام الغاف إلى الآن (جميع هذه المعلومات في ترجمة الشيخ نبهان بن سيف المعمري أخذتها منه شخصيا في لقاء أجريته معه بمنزله الكائن بودام الغاف، ولاية المصنعة، سلطنة عمان، 11، 13 من صفر 1427هـ/11، 13 من مارس 2006م - عدّ الشيخ سالم السيابي في كتابه (إسعاف الأعيان) بني ريام قبيلة يمنية، ونسبها إلى ريام بن الحارث بن عبدالمدان بن حمير بن رعين بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن شداد بن الهاد بن حمير الأصغر بن سبأ بن كعب بن زيد الجمهور بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس ابن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن العرنجج بن حمير الأكبر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام؛ ونجده في كتابه (العنوان عن تاريخ عُمان) يذكر غير ذلك فيقول: ريام بن قمر بن الأمرا بن مهرة بن جيدان، وقيل: ريام بن بيرح بن سطرى بن الأمرا بن مهرة بن جيدان؛ ولعل المتعمد ما ذكره في كتابه (الإسعاف) حيث أنه أحال إليه في كتابه (العنوان) فقال: "وسف تجد نسبهم [أي بني ريام] في الإسعاف، وفي رعاية الأحساب بحماية الأنساب مستوفى"، ونجد الشيخ العَوْتَبي (ق 4هـ) في كتابه (الأنساب) ينسب قبيلة بني ريام إلى ريام بن قمر بن الآمري بن اصطمري بن مهرة بن جيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير، وهو تقريبا نفس ما ذكره السيابي في كتابه (العنوان) ولعله ينقل عن كتاب العَوْتَبي؛ وقال المستشرق مايلز ناقلا عن الهمداني: أن ريام هو ابن نحنان بن توبا بن زيد بن عمرو بن حمدان. وقد سألته –أعني الشيخ نبهان– عن نسب عمر هذا، فقال: أنه لا يحفظ في ذلك شيئا، ولم يتتبع ذلك عندما كان يبحث عن نسب قبيلة بني عمر(1) . وبناء على ما ذكره الشيخ نبهان المعمري نقلا عن الشيخ الرقيشي من أن عمر وريام ومهر أخوة، وريام كما يذكر الشيخ سالم السيابي هو ريام بن الحارث بن عبد المدان بن حمير بن رعين بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن شداد بن الهاد بن حمير الأصغر بن سبأ بن كعب بن زيد الجمهور بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس ابن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن العرنجج بن حمير الأكبر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام(2)، فبذلك نصل إلى نسب عمر فيكون عمر بن الحارث بن عبد المدان بن حمير... بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام. وإذا أخذنا بما قاله الشيخ العَوْتَبي (ق 4هـ) في كتابه (الأنساب) من أن قبيلة بني ريام تعود إلى ريام بن قمر بن الآمري بن اصطمري بن مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير(3) ، فيكون عمر هو عمر بن قمر بن الآمري بن اصطمري بن مهرة... بن مالك بن حمير. والحقيقة أنني لم أجد في كتب الأنساب وغيرها من المصادر التي وقفت عليها من ذكر أن مهر وعمر وريام أخوة، بل وجدت أن مهر جد لقمر والد ريام، إلا أنها ذكرت أن مهر استقر بأرض (مهرة)، وقد كان مهر هذا معاصرا لمالك بن فهم وخرج برفقته من اليمن واستقر بأرض نسبت إليه وهي (مهرة)، فتذكر مصادر الأنساب في نسب قمر أنه: قمر بن الآمري بن اصطمري بن مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعـة بن مالك بن حمير (1)، فالذي يظهر أن عمر وريام أخوة أو من بيت واحد من أولاد قمر بن الآمري... إلخ النسب، هاجرا من أرض (مهرة) إلى عُمان واستقرا بها، فنسبت بني ريام إلى ريام، وبني عمر إلى عمر والله أعلم. وهناك من ذهب إلى أن المعمريين أو بني عمر قبيلة قحطانية يتصل نسبها إلى معمر بن زبيد بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سباء بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود النبي عليه الصلاة والسلام(2) ، إلا أن الشيخ نبهان رد هذا القول مرجحا نسبة هذه القبيلة إلى عمر أخو مهر وريام الذي لحق بمالك بن فهم إلى عُمان كما مر(3) ؛ ويوجد قول ضعيف ينسب هذه القبيلة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إلا أن الشيخ سالم بن حمود السيابي ضعف هذا القول، وكذلك ضعفه الشيخ نبهان المعمري(4) . إذا فنخلص مما سبق إلى أن قبيلة بني عمر (العُمري=المعمري) تنتسب إلى عُمر بن قمر بن الآمري بن اصطمري بن مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير، معتمدا في ذلك على فرض كون عمر وريام أخوة حسب كلام الشيخ الرقيشي، وبتقديم قول علماء الأنساب المتقدمين كالعوتبي (ق: 4هـ) وغيره من أن ريام هو من ولد قمر بن الآمري... إلخ النسب، مقدمين ذلك على قول الشيخ سالم السيابي في كتابه (الأنساب) الذي ذكر أن ريام من ولد الحارث بن عبد المدان بن حمير... بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام كما مر، لكون الشيخ السيابي متأخر، والقضية تحتاج إلى مزيد بحث وتحقيق من المهتمين بعلم الأنساب والله أعلم. للكاتب: مهنا بن راشد السعدي