وادي حاجر بني عمر

وادي حاجر بني عمر

27‏/01‏/2014

خبر: الإنتهاء من مشروع طريق المقبرة الخيري


11 يناير 2014م
السبت
الإنتهاء من مشروع طريق المقبرة الخيري
بتكاتف من أبناء بلدة حاجر بني عمر ولله الحمد أنتهى اليوم رصف وبناء وتعديل طريق المقبرة الواصل بين المغسلة والطريق العام المؤدي إلى المغسلة
يبلغ طول الطريق حوالي 400 متر وبعرض يصل إ...
لى 6 أمتار

 بني من الإسمنت والطوب وبأيدي شباب البلد بأنفسهم إذ إنهم آثروا بناء مشاريع البلد بأيديهم دون اللجوء إلى تأجيره للأيادي الوافدة إذ لا يبني الأرض إلى ساكنيها ولا يخدمها بإخلاص إلا أبناءها

 الجدير بالذكر أن نفقة بناء هذا المشروع ومستلزماته على حساب أهل الخير من أبناء الوادي الأشم .
وقد كانت خطة بناء المشروع تتمثل في تجمّع الشباب صبيحة كل جمعة وعلى مدار ال3 أشهر إلى أن تم الإنتهاء منه وبشكل رسمي في صبيحة هذا اليوم.

الطريق يسهل الحركة والوصول إلى المقبرة ويقلل عناء الطريق والوقت المستغرق في الطرقات السابقة كما أنه يخدم فئات كبار السن المشاركين في تشييع الجنائز وغيرها

 فبوركت تلك الأنامل وبارك الله في كل من ساهم بماله ووقته وجهده في بناء هذا الصرح .
 
 
 
وهنا عرض لصور الخبر في الصحف والجرائد الرسمية بالدولة كجريدة عمان الرسمية وجريدة الوطن وجريدة الشبيبة
 




25‏/01‏/2014

نعي فقيد الوادي المعلم :راشد بن سعيد المعمري -رحمه الله-

6 يناير 2014م
عصر الإثنين

في عصر هذا اليوم إنتقل إلى رحمة الله معلم القرآن : راشد بن سعيد المعمري عند الساعة الرابعة عصرا بعد صراع مع مرضه الأخير في مستشفى السلطاني بالعاصمة مسقط.

رحم الله ذلك الجدث وأدخل روحه الجنان ، فقد كان من بقية الذين بذلوا جهود جبارة في سبيل تعليم القرآن الكريم في الوادي ، بذل العمر وأفنى الأيام في سبيل هذا الهدف السامي في زمن الستينات والسبعينات والثمانيينات والتسعينان من القرن المنصرم ، زمن كان فيه التعليم نادر ، وتعليم القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والعقيدة وأمور الفقة والسيرة هي السائدة في ذلك الوقت ، فكان المعلم راشد أحد رواد ذلك الزمن في تعليم وتحفيظ القرآن الكريم ، وقواعد التجويد .

وكان –رحمه الله-  طيب النفس لا يأسي بقدر ما يحب الخير للناس ، سمح الطباع ، صبور على العيش ، مؤذن في بيت الله بمسجد أرض الحبن بالوادي إماما للناس في الصلاة ، لا تفوته صلاته ، مرابظا في كل الصلوات قبيلها وبعيدها ، عرفته معلما للقرآن في صباحه ومساءه ، مزارعا في أوقات فراغه ، تاليا لقصائد الشعراء على نافذة بيته في صباحه وعصره ، ذو ثقافة إسلامية ودينية عالية ، عالما بأحوال وسير القرون الفائتة ، أجتماعي في طبعه ، مسبحا ومستغفرا في جلساته ، وتعلوا محياه إبتسامة جميلة حين يلقاك في طريقه .

تولى مهمة تعليم القرآن الكريم رسميا في الحكومة بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في تسعينيات القرن المنصرم خلفا لسلفه المعلم : عبدالله بن علي المعمري والأخير خلفا لأسلاف عظام كان لهم الثقل الكبير في تعليم القرآن الكريم بالوادي ، وتثبيت الثقافة الإسلامية في وجه أمواج متلاطمة من الجهل المتفشي بين الناس في تلك الحقبة كأمثال المعلم الكبير النحرير : بدر بن محمد المعمري والمعلمة : شيخة بنت علي المعمري  وغيرهم رحمهم الله تعالى رحمة واسعة وجمعنا بهم في مستقر رحمته إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير نعم المولى ونعم النصير.

كنت من الذين حضوا بفرصة التعليم على يديه قبيل العشرين عام على ما أذكر وكان نظام تعلم القرآن على يدية الكريمة ومما أذكره أن التعليم كان تحت شجرة " السوقمة " و "الصبارة" و" البيذام" ، الشجرات الثلاثة في نفس المكان تصنع ظلا وقت الظهيرة إلى ما قبل صلاة العصر وننتقل إلى مكان آخر بعد أداء صلاة العصر تحت جدار أحدى المزارع القريبة بحيث يصنع الجدار ظلا وقت قبيل الغروب بساعة ويتسع هذا الظل للعدد الكبير من أبناء الوادي الذين يدفع بهم أولياء أمورهم لتعلم القرآن على يدي المعلم.

تبدأ فترة التدريس ظهرا الساعة الواحدة والنصف وتنتهي عند الخامسة والنصف عصرا تفصلها فترة إستراحة لأداء صلاة العصر ، حيث يجلس المعلم تحت شجرة السوقمة مباشرة ويتكئ على أحد الصخور الملاصقة لجذرها وساقها ، وكل طالب يدخل على المعلم وفي يده مصحفه الشريف ، يمد يده مصافحا للمعلم ، ويختار مكان مناسب له يجلس فيه ويكتمل العدد عند الساعة الثانية في شكل دائري يقع جميع الطلاب الدارسين في محيط بصر المعلم .

يبدأ الطلاب بالدور من على يمين المعلم طالبا طالب بالجلوس أمام المعلم مباشرة وجها لوجه وذلك لقراءة السورة التي وصل إليها في الحلقات السابقة ، حيث يقرأها أمام المعلم والمعلم يصحح له أخطاء القراءة فإذا كانت أخطاء القراءة قليلة أجاز له المعلم الإنتقال إلى السورة التي بعدها ، وإن كثرة الأخطاء أبقاه المعلم على نفس السورة حتى يتقن قراءتها وهكذا إلى أن ينتهي الطلاب في الدائرة وغالبا ما ينتهي الطلاب عند أذان العصر الذي تبدأ به فترة الإستراحة .

وتبدأ الفترة الثانية بعد صلاة العصر حيث تكون هذه الفترة فيها القراءة جماعية وبصوت عال ، كل طالب عليه أن يقرأ بصوت عال جزء من القرآن حسب إختيار الطالب ، والمعلم راشد – رحمه الله- يتابع كل طالب بحيث يبقي الجميع في مرمى بصره ، وبعد إنتهاء الطلاب من قراءة الجزء يبدأ المعلم بترديد القواعد البغدادية القرآنية والطلاب يرددون خلفه تلاوتها بهدف تحفيظهم تلك القواعد بطريقة التلقين.

ثم يبدأ المعلم بترديد الحروف الأبجدية بالتشكيل الفتحة والضمة والكسرة كل حرف على حدة والطلاب يرددون خلفه ذلك ، ثم –رحمه الله- يعطيهم الإذن بالإنصراف لتنتهي رحلة يوم من تعليم القرآن الكريم في حياة هذا المربي الجليل يصفّها صفا منتظما في عقد جميل من سنوات الكفاح لتحقيق المأمول.

هذه المنظومة العجيبة من كفاح المعلم راشد ومن كان على نهجهم في إنارة طريق السالكين من أبناء وبنات هذا الوادي الأشم ، وهذه هي حالهم يوما بعد يوم ، همّهم صناعة أجيال ديدنها رفع كلام الله ، وخفض الجهل المتراكم ، فلله درّهم من أساتذة علم ورشاد وهدى.

تمت موارات جثمانه –قدّس الله سرّه – بعيد صلاة العشاء ، طيّب الله مضجعه وفي جنان الخلد أضجعه ، أللهم إرحمه رحمة واسعه ، وألحقه بالنبيين والصديقين والشهداء ، اللهم نقّه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وإجعل قبره روضة من رياض الجنة وأرحم الرعيل السابق من أسلافنا وألحقنا بهم في مستقر رحمتك بالفردوس الأعلى من الجنة يا أرحم الراحمين.