وادي حاجر بني عمر

وادي حاجر بني عمر

11‏/03‏/2013

حارة الفرس ............الحضارة المنسية

على إحدى هضاب بلدة ديسلي تقبع حضارة فارسية إيرانية لم يبقى منها اليوم غير آثارها المتهالكة التي أخذ الزمن منها مأكله فتهاوت جدرانها نتيجة ذلك الإهمال لمثل هذا الموروث الحضاري الذي يمتدّ إلى ما قبل قيام الدولة البوسعيدية في عمان حين غزت قوام دولة إيران الفراسية أراضي الحليج العربي وبخاصة عمان نتيجة القرب الجغرافي بيننا وبين بلادهم وبعد السيطرة على معظم السواحل العمانية في نهاية الدولة اليعربية في حدود عام 1729 -1744م توجّهت أنظارهم للدخول إلى داخلية عمان وكانت الرستاق أولى تلك الولايات التي تقابلهم فأرسلوا جيوشهم وخيولهم وغزوا عليها .........
التاريخ يثبت لنا أن أبطال وادي الحيملي الأشمّ ورجاله الأفذاذ المجاهدين في سبيل الحق قد كانت لهم مواقف مشرّفة في صدّ ذلك الهجوم الفارسي على الوادي فقد برعوا –رحمة الله عليهم جميعا – في إبتكار بناء الأسوار العالية حول قرى وجبال الوادي لإعاقة الخيول الفارسية من الوصول للأماكن السكنية ولتحقيق الأمن لتلك القرى الأمنة ، الجدير بالذكر هنا أن نتأسف شديد الأسف أن مثل هذه الأحداث التاريخية والمواقف الجهادية المشرّفة التي تجعل منا نفاخر بمصنع الأجداد للأمجاد والبطولات لم تجد لها من يؤرخ لها على حد علمي كما لا تزال تعاني من صدّ أبناء الوادي عن البحث والتنقيب حول تلك الحقبات التي مرّ بها ولعل الله يبعث من لهم الهمة العالية في التنقيب عن تلك الأثار المطمورة بين كثبان التاريخ وأمواجه المتلاطمة .
عندما رأيت صور حارة الفرس ببلدة ديسلي بوادي الحاجر أصابتني الدهشة ، نحن نمتلك التاريخ ، بل نحن التاريخ نفسه ، ولكننا أجيال لا تعلم أن بينها كنز وإرث تاريخي نستطيع أن نفاخر به الحضارات العمانية المختلفة على مرّ العصور.
والدهشة أكبر عندما ترى تلك الآثار والرسومات المختلفة لمجموعة من الحيوانات والبشر والكتابات في كثير من صخور الحارة وكذلك الكثير من آثار المباني المتهدمة التي  يتجاوز بناءها على حسب تاريخ التواجد الفارسي بعمان 292 عاما أي قرابة الثلاث قرون السابقة.
والدهشة أكبر عندما ترى تلك الآثار والرسومات المختلفة لمجموعة من الحيوانات والبشر والكتابات في كثير من صخور الحارة وكذلك الكثير من آثار المباني المتهدمة التي  يتجاوز بناءها على حسب تاريخ التواجد الفارسي بعمان 292 عاما أي قرابة الثلاث قرون السابقة.