وادي حاجر بني عمر

وادي حاجر بني عمر

20‏/02‏/2013

شرجة ديسكر "التاريخ الشامخ والحضارة العريقة"

شرجة ديسكر "التاريخ الشامخ والحضارة العريقة"
ديسكر : أحد الشعاب "الرافد" التي تصب في الوادي تمتد إلى داخل السلاسل الجبلية

إلى مسافة عميقة ، إن مما يلفت النظر إلى

هذه الشعبة وجود حضارة قديمة منسية لم يتبقى منها غير آثارها الزراعية ، التي

تدل دلالة واضحة إلى ذلك العمل الكفاحي الذي

قام به الإنسان العماني القديم في مثل هذه الشعاب ، حيث إننا نجد آثار لمجموعة من

الأواني الفخارية ، على شكل قطع فخارية

قديمة إستخدمها الإنسان العماني في تلك الفترات في حياته الزراعية وكفاحه اليومي

من أجل تأمين حاجاته اليومية من الغذاء ،

وأكثر من يمكن أن يلفت نظرك في ديسكر آثار الأراضي الزاعية الأثرية القديمة التي

تعدّ وبحق حضارة إنسانية متكاملة الجوانب

في المجال الزراعي الريفي ففي أعالي هذه الآثار يكمن مكان تجمّع المياه أو ما يسمى

في الحضارات العمانية "القبيل" – المياه

السطحية الغيلية " ويمتدّ من بداية هذا القبيل إلى الأراضي الزراعية فلج غيلي ، وما

يميز هذا الفلج أنه مبني من الجصّ

العماني والصاروج مع إستخدام حجارة الشعبة في بناء وصنع هذا الفلج وقد بني على

جانب الشعبة الأيمن مخترقا كل الحواجز

والصعاب الصخرية التي يمكن أن تعيق جريان المياه ، معبّرا عن ذلك الإبداع العجيب

المتقن في البناء على يد ذلك الإنسان

البسيط في صناعاته المختلفة ، يصل الفلج بالمزرعة الأثرية حيث يصبّ أولا في

حوض مائي قد صنعته يد الإنسان وهو عبارة

عن حوض مستطيل الشكل ينزل إلى قرابة المترين عن سطح الأرض مبطّن

بالصاروج والجص العماني القوي لمنع تسرب المياة

إلى أسفل الأرض وموصل بشبكة غاية في الإبداع من القنوات المائية التي بدورها

تصل إلى جميع الأشجار الموجودة بالمزرعة

، كما عمد الإنسان العماني في تلك المزرعة إلى صناعة ما يسمى بالسمّة " بناء من

الصخور على منحدر الجبل يستخدم

لتجفيف الأعلاف من الحشائش ونحوه " كما أن هذه المزرعة محاطة بسور بإرتفاع

يصل إل ثلاثة أمتار وبعرض يصل إلى متر

ونصف المتر ، وعلى جانب المزرعة الأثرية نجد أن الجانب الديني لدى الإنسان

العماني يتجّلى في المصّلة "عبارة عن بناء شبه

دائري من الصخور مفروش برمال الوادي يستغل لأداء الشعائر الدينية " كما يمكنك

أن ترى ما يطلق عليه محليّا "الدكّان" وهو

عبارة عن عقد دائري من الصخور فوق بعضها البعض كانت تستغل لمنع الأشجار

العالية من السقوط أثناء تواجد الرياح العاتية

أو نزول الأمطار مما قد يؤدي إلى إضعاف التربة والذي بدوره يضعف تمسّك جذور

هذه الأشجار فتسقط .

أقولها بحق إن حضارة ديسكر من الحضارات التي تستوجب علينا المحافظة عليها

وتقديمها للعالم ، والعمل سريعا وجديا إلى

جذب الإهتمام الحكومي بها حفاظا على ذلك التاريخ العريق الضارب بجذوره في عمق

الحضارة العمانية.